الصيام المتقطع هو أحد الحميات المنتشرة في العصر الحالي والحقيقة هي أن كمّاً هائلاً من الأبحاث التي أجريت في سبيل دراسة فوائد الصيام المتقطع، ولكن هل جميع ما يقال صحيح والحياة بامبي وجميلة لمن يتبع هذا النظام، إليك هنا وجهة نظر إختصاصي تغذية حول الصيام المتقطع ما له وما عليه.
ما هو الصيام المتقطع؟
الصيام المتقطع هو نمط غذائي يتضمن فترات من الصيام خلال اليوم متبوهة بفترات تناول الطعام. وتوجد العديد من الأنماط ضمن الصيام المتقطع مثل صيام اليوم البديل والصيام الدوري والتغذية المحددة بالوقت، وأود هنا التنبيه لنقطة أن الصيام المتقطع مختلف عن الكرونونيوترشن (أو التغذية المرهونة بأوقات محددة المتعلقة بالساعة البيولوجية) والذي سيكون موضوع محاضرتي المجانية القادمة (إن كنت مهتماً بالحضور) يرجى الضغط هنا لأن عدد المقاعد محدود.
نعود لمناقشة الصيام المتقطع. فقد اكتسب الصيام المتقطع شعبية كبيرة بسبب فوائده الصحية المحتملة، ولكن كمثل أي شيء في هذه الحياة لا يوجد شي خال من بعض العيوب، وهنا سأوضح وباختصار بعض (وليس كل) الجوانب السيئة والجيدة للصيام المتقطع مع تقديم للمراجع في نهاية هذه الخاطرة عن الصيام المتقطع.
النواحي الإيجابية التي قد يمتلكها الصيام المتقطع
فقدان الوزن: أظهرت العديد من الدراسات أن الصيام المتقطع من الممكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن وذلك عبر تقليل السعرات الحرارية المتناولة (بحيث يتم خلق عجز في السعرات الحرارية). وهذا هو التفسير الأرجح لنجاح فقدان الوزن.
تحسين الإستقلاب: أظهرت الدراسات بأن الصيام المتقطع من الممكن أن يُحسن حساسية الخلايا للأنسولين ويساهم في خفض مستويات السكر في الدم ويعمل على تقليل الالتهابات في الجسم. وللصيام المتقطع فوائد كثيرة أخرى مقترحة مثل تقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والعديد من الأمراض المزمنة.
الصحة العقلية: تظهر الدراسات بأن الصيام المتقطع قد يُحسّن وظائف الدماغ ويقلل من خطر تدهور القدرات الإدراكية المتعلقة بالتقدم بالعمر. كما تقترح الدراسات أن الصيام المتقطع قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض تلف الأعصاب مثل الزهايمر وباركنسون.
النواحي التي قد يؤثر فيها الصيام المتقطع سلباً على الجسم
الجوع واشتهاء تناول الطعام: خلال فترات الصيام الطويلة ، قد يعاني البعض من الجوع والتهيج والرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة المرتفعة بالكربوهيدرات. وهذا قد يجعل استدامة واستمرارية اتباع نظام الصيام المتقطع صعبا على البعض.
نقص العناصر الغذائية: قد يساهم اتباع نظام الصيام المتقطع في الزيادة من خطر نقص العناصر الغذائية إذا لم يتم التخطيط له بشكل صحيح. والسبب يعود لتناول وجبة واحدة أو وجبتين في اليوم، لذلك يمكن أن يكون من الصعب تناول ما يكفي من الفيتامينات والمعادن الأساسية وهنا يجب تعويض النقص عبر أخذ مكملات غذائية.
خطر الإصابة باضطرابات الأكل: يمكن أن يثير اتباع نظام الصيام المتقطع أنماطا غير صحية في تناول الطعام، فتخيل معي أن من يتبع نظام الصيام المتقطع كنظام للحياة سيركز جميع وجباته المسموحة خلال اليوم الواحد في وقت ضيق نوعا ما يستمر لعدة ساعات، وقد يؤثر الإستمرار على هذه النمط لتطوير عادة من الصعب التخلص منها بعد التوقف عن اتباع نظام الصيام المتقطع.
زيادة الوزن بعد التوقف عن اتباع نظام الصيام المتقطع: لو تفكرنا قليلا بالفائدة التي قد نحصل عليها من اتباع نظام الصيام المتقطع سنجد أن فائدة النظام في خسارة الوزن تأتي لمن يتناول كميات أقل من الطعام وسعرات حرارية أقل وليس لأن هذا النظام يمتلك ميزة إضافية. وبالتالي قد يزيد وزن بعض متبعي نظام الصيام المتقطع لأنهم لا يأخذون بعين الإعتبار كمية السعرات الحرارية التي يتم تناولها خلال اليوم.
للإنصاف: نستخلص من الدراسات التي تم نشرها والتي ركزت على تأثير الصيام المتقطع كنظام لإنقاص الوزن، سنرى أنه بشكل عام، يبدو أن فوائد الصيام المتقطع قد تفوق العيوب بالنسبة للعديد من الأفراد. ومع ذلك ، أنا أؤمن أن نظام الصيام المتقطع يحتاج لتوجيه من إختصاصي التغذية لكي يدرس نمط تناول الطعام لدى من يرغب بتطبيقه، وقد يؤدي اتباع نظام الصيام المتقطع لنتائج غير مرضية، لا وبل عكس الهدف الذي نتبع الصيام المتقطع لأجله. ان كنت ترغب في الغوص في دقائق التغذية لتبني فهما لما يحدث في جسمك، نقترح عليك الإطلاع على كتابنا الجديد عن التغذية والجهاز الهضمي، حيث قمنا بإعداده ليكون سلساً بلغة عربية مبسطة وأمثلة كثيرة، اضغط هنا ان كنت مهتما بالحصول على نسخة, كما يمكنك قراءة مقالاتنا السابقة من هنا.
References