British Nutrition Clinics

عيادات التغذية البريطانية British Nutrition Clinics

حمية الكيتو (وجهة نظر إختصاصي تغذية)

خاطرة تغذوية عن حمية الكيتو. توجد الكثير من الأنظمة الغذائية لخسارة الدهون لدى من يعانون من البدانة وزيادة الوزن، وكل نظام غذائي يقترح أن الخلاص من الدهون سيكون حتماً على من يتبع هذا النظام فقط، فحمية الكيتو التي تلاقي انتشارا كبيرا وهذه الحمية (حمية الكيتو) قد تلائم الكثيرين ممن أخذوا على أنفسهم عهداً ألا يقربوا الأرز (العيش أو التِمن) والمناقيش بالجبن وجميع مشتقات الكربوهيدرات التي أنعم الله بها علينا في البلاد العربية.

حمية الكيتو

حمية الكيتو

حمية الكيتو أو كما تعرف بين المثقفين بالكيتوجينيك دايت، هي حمية مرتفعة الدهون ومنخفضة الكربوهيدرات، والكربوهيدرات فيها منخفضة لدرجة أن كمية الكربوهيدرات المسموحة في حمية الكيتو لا يجب أن تتجاوز الخمسين جراما من الكربوهيدرات خلال 24 ساعة. ولو فرضنا بأن خلايا الجسم مثل خلايا العضلات وخلايا الكبد تحتاج لبترول لكي تعمل بطريقة فعالة بدون إخراج مخلفات كثيرة وبدون أن تضايق محرك السيارة (الخلية يعني)، فسيكون البنزين هو سكر الجلكوز والذي سيأتي من الكربوهيدرات.
والكربوهيدرات (التي سيتم شبه منع لها في حمية الكيتو)، تتكون غالبا من سكر بسيط مثل (سكر الجلكوز) ولو وضعنا سكر جلكوز واحد بجانب سكر جلكوز ثاني فسوف نكون سكر ثنائي ولو فرضنا أن الجلكوز هو (حبة من حبات مسبحة) فحبتان مرتبطتان ببعضهما بخيط ستشكل حبتان ولو أضفنا حبة ثالثة ورابعة واستمرينا في إضافة الحبات فسوف نحصل في النهاية على مسبحة مرتبة تتصل فيها كل حبة بجارتها عبر الخيط الذي يجمعهما ويمثل هذا الخيط ما ندعوه بالرابطة الجلكوسيدية، ونسمي المسبحة المليئة بألاف الحبات بأنها كربوهيدرات معقدة.
بغض النظر عن الكربوهيدرات التي تتناولها سواء كانت مكونة من حبة واحدة (جلكوز) أم كانت مكونة من ألاف الحبات فجسمك سيقوم بإدخال حبة واحدة من المسبحة لداخل الدم، لا نستطيع إدخال حبتين أو ثلاثة لداخل الدم. في حمية الكيتو لا أهمية لشكل المسبحة (الكربوهيدرات) سواء كانت مكونة من حبة واحدة أو كانت مكونة من ألاف الحبات، والأهمية للكربوهيدرات في حمية الكيتو تأتي من الكمية التي ستتناولها وهي محددة بخمسين جرام من الكربوهيدرات (سواء بسيطة أو معقدة).
من أين أتى الخمسين جرام كربوهيدرات كحد أقصى في حمية الكيتو؟
في التغذية توجد فرضيات يتم التحقق منها عبر أخذ عينات دم من البشر بعد إعطائهم عدد جرامات محدد من الكربوهيدرات. ومن ثم نقيس تركيز السكر في الدم ونقيس أيضا أحد مركبات الكيتون الذي سيتم إنتاجه عند وجود شُح في السكر في الجسم.

ماهي قصة المركبات الكيتونية في حمية الكيتو

تكلمنا قبل قليل عن محرك السيارة (الخلية في الجسم) وقلنا بأن الوقود (البيترول) الذي تفضله السيارة هو السكر (الجلكوز)، ولكن ماذا سيحدث لو شح البترول المتوفر للسيارة (الجلكوز لا يكفي لإستمرار عمل الخلايا)، فهل برأيك ستتوقف السيارة والمحرك عن الحركة؟ قد تتوقف السيارة لأنها من صنع البشر، أما الخلية فهي من صنع العليم الحكيم، وتشير الأبحاث بأن الخلية ستقوم بإنزال القابس (الهاوس، مفتاح محول الطاقة) ليتحول الوقود المستخدم في الخلية من السكر كمصدر مُحبب ومفضل لدى الخلية، لتصبح الدهون هي المصدر الرئيسي للطاقة، وبذلك وبعد انقطاع عن الكربوهيدرات لأكثر من ثمانية ساعات ستقوم الخلايا بإنزال القابس ليبدأ استخدام الدهون كمصدر للطاقة بدلا من السكر.
الفكرة في حد ذاتها مثيرة جدا، ومن هنا يأتي أنصار ومتبعي حمية الكيتو بأن حميتهم هي الأفضل على الإطلاق وذلك لأنه بحسب قولهم (الجسم البشري لا يحتاج للسكر أبدا لأنه يستطيع إنزال القابس ليعتمد على الدهون.
وسأنقل هنا “بعض” آرائي حول هذه الأفكار:
بداية: السكر هو جزيء مهم جدا للجسم لدرجة أنه لا توجد لحظة واحدة يختفي فيها السكر من الدم وإن وجدت هذه اللحظة فستكون النتيجة هبوط حاد في سكر الدم والدخول في غيبوبة والوفاة خلال دقائق.
ثانيا: السكر لذيذ وحلو وهو يولد الإدمان والإدمان هو شيء ليس سيئا في بعض الأحيان، فتناول الطعام هرباً من مشكلة تواجهك أو فرحاً بخير يصيبك هو شيء نفعله كلنا وأفضل ملجأ للهروب هو السكر لأنه يعطيك راحة سريعة. وهنا أنا لا أشجعك عزيزي القارىء كي تلتهم عبوة النوتيلا كاملة، بل أنا أخبرك بأنه شيء عادي وطبيعي أن تحب السكر.
ثالثا: لو نحينا السكر وإدمانه جانباً ونظرنا للكربوهيدرات، فسنجد أنها تدخل في غذائنا نحن العرب بشكل أساسي، فأكثر من ستين بالمئة مما نتناوله يوميا سيكون من الكربوهيدرات، لذلك ومن ناحية الإستدامة (هل تستطيع البقاء لفترة طويلة دون تناول الكروبهيدرات، كالخبز والباستا والأرز والبرغل وغيرهم)، أنا أرى أنه من الصعب ذلك وليس مُستداماً.
رابعاً: عندما نرى نتائج ممتازة لأناس اتبعوا حمية الكيتو بهدف نزول الوزن، يجب التنبه لحقيقة أن سبب نزول الوزن لديهم هو أن كميات السعرات التي قد قاموا بتناولها خلال اتباعهم لحمية الكيتو هي أقل من احتياجهم، فلو فرضنا أن الإنسان قبل اتباعه لحمية الكيتو كان يتناول 2000 سعرة حرارة في اليوم، فسوف ينخفض وزنه بعد اتباعه لحمية الكيتو بسبب عجز في السعرات الحرارية وليس لبطولة حمية الكيتو بحد ذاتها.
لن أقوم اليوم بمناقشة كمية الدهون الهائلة التي تفوق الخمسين بالمئة في حمية الكيتو ولن أناقش المشاكل النفسية والتحديات التي قد تنشأ لدى من يتبع هذه الحمية وسأؤجل هذا النقاش لمقال أخر أو خاطرة تغذوية أخرى.

إن أعجبك الأسلوب وكنت ترغب بالتعرف على معلومات أكثر عن التغذية فنحن ننصحك بحجز نسخة من كتابنا الجديد عن التغذية والهضم, اضغط هنا لحجز نسختك.
إن أعجبك المقال أو الخاطرة التغذوية، شاركها مع أصدقائك، ولا تنسى أن تنضم لمجتمعنا التغذوي المصغر عبر إشتراكك في البريد الإلكتروني.

Reference

Dowis, K. and Banga, S., 2021. The potential health benefits of the ketogenic diet: A narrative review. Nutrients13(5), p.1654.

Paoli, A., 2014. Ketogenic diet for obesity: friend or foe?. International journal of environmental research and public health11(2), pp.2092-2107.

2 thoughts on “حمية الكيتو (وجهة نظر إختصاصي تغذية)”

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *