في السنوات الأخيرة، شهدنا تطورًا ملحوظًا في مجال علاجات السمنة، حيث ظهرت أدوية جديدة تُحدث تأثيرات كبيرة في تقليل الوزن. من بين هذه الأدوية، يبرز “ريتراتروتايد” (Retatrutide) من شركة إيلي ليلي (Eli Lilly) كأحد الابتكارات الواعدة في هذا المجال.
ما هو ريتراتروتايد؟
ريتراتروتايد هو دواء تجريبي يُعطى عن طريق الحقن الأسبوعي، ويُصنف كـ”ناهض ثلاثي المستقبلات”، حيث يستهدف ثلاثة هرمونات رئيسية تتحكم في الشهية والتمثيل الغذائي: GLP-1 وGIP والجلوكاجون. هذا التوجه الثلاثي يُميز ريتراتروتايد عن الأدوية الأخرى مثل “أوزيمبيك” (Ozempic) و”مونجارو” (Mounjaro)، التي تستهدف هرمونًا واحدًا أو اثنين فقط.
فعالية ريتراتروتايد في تقليل الوزن
أظهرت نتائج المرحلة الثانية من التجارب السريرية أن ريتراتروتايد ساهم في تقليل الوزن بنسبة تصل إلى 24.2% بعد 48 أسبوعًا من الاستخدام لدى البالغين الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن دون إصابتهم بالسكري. في أعلى جرعة مستخدمة (12 ملغ)، فقد المشاركون ما يقارب 58 رطلاً (حوالي 26 كغ) في المتوسط
فوائد صحية إضافية: ريتراتروتايد
إلى جانب فقدان الوزن، أظهرت الدراسات أن ريتراتروتايد يُحسن من مؤشرات صحية أخرى، مثل تقليل مستويات الدهون الثلاثية بنسبة تصل إلى 40.6%، وتقليل بروتين apoC-III المرتبط بعملية التمثيل الغذائي للسكر والالتهابات بنسبة 38%. كما لوحظ تحسن في دهون الكبد وضغط الدم.
الآثار الجانبية المحتملة ريتراتروتايد
كما هو الحال مع معظم أدوية فقدان الوزن، قد يُسبب ريتراتروتايد بعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان، والإسهال، والإمساك. ومع ذلك، كانت هذه الآثار قابلة للتحمل لدى معظم المشاركين في الدراسات.
متى سيتوفر ريتراتروتايد في الأسواق؟
حاليًا، لا يزال ريتراتروتايد في مرحلة التجارب السريرية المتقدمة، وقد نشرت اليوم نتائج المرحلة الثالثة في عام 2025, والتي كانت من المتوقع أن تنشر في عام 2026 ولكن الدواء الجديد حقق نتائج مذهلة جدا وبناءً على هذه النتائج، قد يحصل الدواء على موافقة الجهات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
الخلاصة
يُعد ريتراتروتايد تطورًا مهمًا في مجال علاج السمنة، حيث يُظهر فعالية كبيرة في تقليل الوزن وتحسين مؤشرات صحية أخرى. ومع استمرار الدراسات، قد يُصبح هذا الدواء خيارًا رئيسيًا للأشخاص الذين يعانون من السمنة في المستقبل القريب.