British Nutrition Clinics

جدري القرود

جدري القرود ودور التغذية في التعافي منه

لا بد وأنك لا زلت تذكر وباء كورونا, يبدوا أنه يجب علينا التجهز الأن لوباء جديد, اسم هذا الوباء ” جدري القرود”, وقد برز جدري القرود كمصدر قلق متزايد وخصوصا في الأشهر الأخيرة الماضية. على الرغم من أن المرض يُعتبر غالبًا خفيفًا، إلا أن التعافي منه يتطلب أكثر من التدخل الطبي وهذا يتضمن التغذية السليمة. تلعب التغذية السليمة دورًا حيويًا في تقوية جهازنا المناعي، وتدعم عملية الاستشفاء، وقد تساهم بتوليد مقاومة آثار الفيروس. هنا سأناقش بشكل مختصر العلاقة بين التغذية ودورفها في التعافي من جدري القرود، كما سأقوم بتسليط الضوء على بعض الأطعمة والعادات الغذائية التي قد تساهم في تعزيز التعافي السريع وتحسين الصحة العامة.

جدري القرود

فهم جدري القرود

جدري القرود هو مرض منشأه حيواني ويسببه فيروس جدري القرود، ويرتبط فيروس جدري القرود بشكل وثيق بفيروس الجدري. في السابق كان لقاح الجدري يوفر الحماية ضد جدري القرود، ولكن يبدوا أن التوقف العالمي عن التطعيمات الروتينية للجدري في الأونة الأخيرة قد يكون أدى إلى زيادة حالات الإصابة بهذا المرض “جدري القرود”, خاصة بين الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا. ويبدأ جدري القرود بأعراض تشبه الأنفلونزا مثل الحمى، الصداع، وآلام العضلات، وقد يتطور إلى طفح جلدي، مما يؤدي غالبًا إلى ظهور بثور وجروح مؤلمة ذات شكل غير مستحب. ويستغرق التعافي حوالي 2-4 أسابيع، وعلى الرغم من أن المرض غالبًا ما يتم التعافي منه تلقائيا, إلا أن التغذية تلعب دورًا أساسيًا في تسريع عملية الاستشفاء وقد تساهم في التخفيف من المضاعفات.

دور التغذية في التعافي من جدري القرود

النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية يمكن أن يكون أداة قوية في دعم جهاز المناعة، وإصلاح الأضرار الخلوية، والحفاظ على مستويات الطاقة خلال التعافي من جدري القرود. تلعب بعض العناصر الغذائية مثل البروتينات، مضادات الأكسدة، الفيتامينات، والمعادن أدوارًا حيوية في عملية الاستشفاء.

أهمية تناول البروتينات في الاستشفاء من جدري القرود

البروتين ضروري لإصلاح الأنسجة التالفة وتعزيز جهاز المناعة. البروتينات توفر الأحماض الأمينية اللازمة لإعادة بناء الخلايا والأنسجة التي تأثرت بالإصابات الفيروسية. خلال التعافي من جدري القرود، يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل:

  • اللحوم الخالية من الدهون مثل الدجاج والديك الرومي
  • الأسماك والمأكولات البحرية
  • البيض
  • منتجات الألبان (الزبادي، الجبن، الحليب)
  • الخيارات النباتية مثل العدس، الحمص، ومنتجات الصويا.
  • النظام الغذائي الغني بالبروتين يعزز إصلاح العضلات ويقوي دفاعات الجسم، مما يساعد على محاربة العدوى بشكل أكثر فعا

.

دور مضادات الأكسدة في الاستشفاء من جدري القرود

غالبًا ما تؤدي الإصابات الفيروسية إلى زيادة الالتهاب في الجسم، مما يسبب عدم الراحة ويطيل عملية الشفاء. مضادات الأكسدة المتوفرة بكثرة في الفواكه والخضروات الملونة تساعد في تحييد الجذور الحرة، مما يقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهاب.

تشمل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة:

  • التوت (الفراولة، التوت الأزرق، التوت الأحمر)
  • الخضروات الورقية (السبانخ، الكالي)
  • الحمضيات (البرتقال، الليمون)
  • الطماطم والفلفل
  • المكسرات والبذور (اللوز، بذور الشيا).

بإدخال الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة إلى نظامك الغذائي، يمكنك المساعدة في تقليل الالتهاب الناتج عن جدري القرود، مما يسرع من عملية التعافي.

دور الترطيب وشرب السوائل في الاستفاء من جدري القرود

الحفاظ على الترطيب هو أحد العوامل الأكثر أهمية في عملية التعافي من جدري القرود. الترطيب الكافي يساعد الجسم في التخلص من السموم والحفاظ على الوظائف الحيوية الأساسية، بما في ذلك الاستجابة المناعية.

أثناء التعافي، ينبغي التركيز على تناول السوائل التي تعوض الإلكتروليتات وتوفر فوائد غذائية إضافية مثل:

  • الماء
  • ماء جوز الهند (الغني بالبوتاسيوم والشوارد)
  • شاي الأعشاب (الزنجبيل، النعناع)
  • عصائر الفاكهة الطازجة (خاصة تلك الغنية بفيتامين C مثل عصير البرتقال)
  • الحساء والمرق.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، الكحول، والمشروبات السكرية التي قد تسبب الجفاف وتؤثر على جهاز المناعة.

الفيتامينات والمعادن الأساسية ودورها في الاستشفاء من جدري القرود

تلعب الفيتامينات والمعادن دورًا حيويًا في وظائف المناعة والشفاء. بشكل خاص، الفيتامينات والمعادن التالية أظهرت فوائد خلال التعافي من الإصابات الفيروسية:

فيتامين سي: معروف بخصائصه المعززة للمناعة، يساعد فيتامين سي في مكافحة العدوى وتسريع عملية الشفاء. الحمضيات، الفلفل الحلو، والبروكلي تعد مصادر غنية بفيتامين سي.
فيتامين دال : هذا الفيتامين القابل للذوبان في الدهون مهم لصحة المناعة، وقد يساعد في تقليل شدة الإصابات الفيروسية. تشمل الأطعمة الغنية بفيتامين دال الأسماك الدهنية (مثل السلمون والماكريل)، الحبوب المدعمة، والبيض.
الزنك: معدن أساسي لوظائف المناعة، يساعد الزنك في إصلاح الأنسجة والخلايا التالفة. يوجد الزنك في اللحوم الحمراء، المحار، البذور، والبقوليات.
الحديد: الحديد مهم لنقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، مما يدعم مستويات الطاقة أثناء التعافي. الخضروات الورقية، الفاصوليا، واللحوم الحمراء تعد مصادر جيدة للحديد.
النقص في أي من هذه العناصر الغذائية قد يضعف جهاز المناعة، مما يؤخر التعافي من جدري القرود.

النقص في أي من هذه العناصر الغذائية قد يضعف جهاز المناعة، مما يؤخر التعافي من جدري القرود.

الأطعمة التي يجب تجنبها عند الاستشفاء من جدري القرود

في حين أن بعض الأطعمة قد تدعم الاستشفاء من جدري القرود، إلا أن أطعمة أخرى قد تعوق عملية الاستشفاء وذلك عن طريق زيادة الالتهابات، والمساهمة في إضعاف جهاز المناعة، أو قد تسبب اضطرابات هضمية. لذلك من المستحسن تجنب الأطعمة التالية خلال الاستشفاء من جدري القرود:

الأطعمة المصنعة: الشيبس، الوجبات السريعة، والشوربات الجاهزة, فهي غالبًا ما تحتوي على مستويات عالية من الملح، والمواد الحافظة، والدهون غير الصحية والتي من الممكن أن تبطئ عملية الاستشفاء .
الأطعمة الحارة: قد تهيج هذه الأطعمة الجهاز الهضمي، خاصة إذا كان المريض يعاني من أعراض معوية.
الأطعمة السكرية: السكر الزائد يمكن أن يؤثر سلبا على الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أقل قدرة على محاربة العدوى.
الكافيين والكحول: كل من الكافيين والكحول يسببان الجفاف ويضعفان وظائف المناعة، مما يمكن أن يطيل عملية الاستشفاء من جدري القرود

حافظ على جهازك الهضمي

يلعب الجهاز الهضمي دورًا أساسيًا في صحة جهاز المناعة بشكل عام. الميكروبيوم المعوي الصحي (مجموع البكتيريا والفيروسات والكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء) يمكن أن يقلل من شدة الإصابات الفيروسية ويسرع من. البريبايوتيك و البروبيوتيك ضروريان للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي أثناء التعافي.
البريبايوتيك (مثل الثوم، البصل، الموز، والكراث) يعتبر غذاءً للبكتيريا النافعة في الأمعاء، بينما تساعد البروبيوتيك (مثل الزبادي، الكفير، والأطعمة المخمرة) على استعادة هذه البكتيريا، مما يعزز التوازن الصحي في الأمعاء. هذه الأطعمة يمكن أن تقلل الالتهاب وتقوي الاستجابة المناعية خلال التعافي من جدري القرود.

على الرغم من أن جدري القرود غالبًا ما يكون مرضًا محدودًا ذاتيًا، إلا أن عملية التعافي يمكن تحسينها بالتركيز على نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية الذي يدعم وظائف المناعة والشفاء. تناول كميات كافية من البروتين، مضادات الأكسدة، الفيتامينات، والمعادن إلى جانب الترطيب الجيد يعد من العناصر الأساسية لمساعدة الجسم على التعافي من جدري القرود. تجنب الأطعمة المصنعة والالتهابية مع إعطاء الأولوية لصحة الجهاز الهضمي سيساعد في دعم عملية الشفاء بشكل أسرع وأكثر راحة.

إن اتباع نهج غذائي مدروس ومتوازن يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في قدرة الجسم على محاربة العدوى مثل جدري القرود والتعافي بكفاءة.

ان اعجبك المقال لا تنسى مشاركته ومطالعة مقالاتنا الأخرى

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *